الدنيا» و «أبغض الرجال الى الله الألد الخصم» (١).
ذلك المنافق النحس النجس لما يتكلم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) «وهو ألد الخصام في الحياة الدنيا» ثالوث منحوس يشكل حياته بأسرها.
لسانه ذلق طلق (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وكأنه زاهد معرض عنها ، وقلبه حالق خلق حيث يبيع الدين بالدنيا ، فحين يواجه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مقبلا إليه يقول : «جئت أريد الإسلام ويعلم الله اني لصادق فيعجب النبي في ظاهر قوله ، ثم يخرج من عنده فيمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فيحرق الزرع ويعقر الحمر» (٢).
وحين يغيب عنه يضلل من معه في حقل الجهاد «يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا هكذا! لا هم قعدوا في أهلهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم» (٣).
فالمخاطب هنا كل المسلمين ـ بدرجاتهم ـ على مدار الزمن الرسالي ، لا خصوص الرسول ام ومعاصروه ، و «الناس» هم كافة المنافقين بدركاتهم على مدار الزمن الرسالي ، مهما واجه احد منهم أم جماعة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والدين معه في زمنه ، فالآية تنزل في رجل أو رجال ثم تكون عامة
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٣٩ عن عائشة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : ...
(٢) هنا روايات عدة في الدر المنثور وفي نور الثقلين ان الآية نزلت بشأن الأخنس بن شريق الثقفي حليف لبني زهرة اقبل إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المدينة وقال : جئت أريد الإسلام ... فانزل الله الآية.
(٣) ففي الدر المنثور ١ : ٢٢٨ عن ابن عباس قال : لما أصيب السرية التي فيها عاصم ومرثد قال رجال من المنافقين : ... فأنزل الله (وَمِنَ النَّاسِ ...).