علّها تعني كاملة كبديلة عن الهدى حيث توفّي ما يوفيه من المصلحة في حساب الله ، حيث الهدي تضحية مالية ، ومن ثم روحية كرمز للتضحية في سبيل مرضات الله ، والصيام في هذه العشرة الكاملة تضحية نفسية في صعوبة سفر الحج وفي تلك الرمضاء الحارقة ، فهي كاملة كبديلة عن الهدي ، «كمالها كمال الأضحية» (١) كما وأن عدد العشرة كاملة ـ على أية حال ـ بين الأعداد لخلوها عن الكسر والتركيب ، ثم و «كاملة» هي إخبار عن الكمال المعني ، كذلك هي هنا إنشاء يعني وجوب تكميل الصيام عشرة حتى تكون كاملة كبديلة عن الهدي ، وعلّ «كاملة» دون «تامة» للإشارة إلى ان كلّا منهما تام في نفسه مستقل بحكمه ، ثم (عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) هي كمالها بديلة عن الهدي.
وترى إذا صام ثلاثة أيام زعما منه أنه لا يجد الهدي ثم وجده يوم الأضحى ام قبل ان يرجع خلال ذي الحجة ، فهل يهدي ام يكفيه صيامه؟.
هنا عليه الهدي إذ تبين انه يجد ولا سيما في الأضحى وايام التشريق «ويكون صيامه الذي صامه نافلة له» (٢) والرواية القائلة بالإجزاء (٣) غير
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٨٩ في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن محمد بن زكريا المؤمن عن عبد الرحمن بن عتبة عن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال قال عبد الله (عليه السّلام) لسفيان الثوري ما تقول في قول الله تعالى (... تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) أي شيء يعني بكاملة؟ قال : سبعة وثلاثة ، قال : ويختل ذا على ذي حجى ان سبعة وثلاثة عشرة؟! قال : فأي شيء هو أصلحك الله؟ قال : انظر ، قال : لا علم لي فأي شيء هو أصلحك الله؟ قال : الكاملة كمالها كمال الأضحية سواء أتيت بها او لم تأت بها فالأضحية تمامها كمال الأضحية.
(٢) نور الثقلين ١ : ١٩١ عن عقبة بن خالد قال سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن رجل تمتع وليس معه ما يشترى به هديا فلما ان صام ثلاثة ايام في الحج أيسر أيشتري هديا فينحره أو يدع ذلك ويصوم سبعة ايام إذا رجع إلى أهله؟ قال : يشتري هديا فينحره ويكون صيامه الذي صامه نافلة له.