ب «اسمع» و «راعنا» ب «انظرنا» إصلاحا شاملا كاملا يسد الى ثغرة إسرائيلية : (طَعْناً فِي الدِّينِ) ثغرة إسلامية : جهلا في الدين ، وقد يناسب (طَعْناً فِي الدِّينِ) تفسيرا ل «راعنا» في ليّها ، بأنها من الرّعن ، وهي في العبرانية : الحمق ، أن كانوا يقولون «رعنا» اي : حمقا ، وحمق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وعوذا بالله ـ طعن في الدين عن بكرته ، فان الشرط الأوّل للرسالة هي العقلية البارعة للرسول ، وقد يروى عن الامام الباقر (ع) «هذه الكلمة سبّ بالعبرانية إليه كانوا يذهبون» (١) «يقولون راعنا يريدون شتمه» (٢).
والحق ان «رعنا» هو الأنسب ليا خفيا فيه لفظيا ، ثم طعنا في الدين معنويا ، مهما ليّوا إلى جانبه سائر اللي.
(ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) ١٠٥.
__________________
(١). نور الثقلين ١ : ١١٥ عن المجمع.
(٢) تفسير البرهان عن الامام العسكري (عليه السلام) قال موسى بن جعفر (عليه السلام) وكانت هذه اللفظة «راعنا» من ألفاظ المسلمين الذين يخاطبون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقولون «راعنا» اي : ارع أحوالنا واسمع منا كما نسمع منك ، وكان في لغة اليهود معناه : اسمع لا سمعت ـ فلما سمع اليهود المسلمين يخاطبون بها قالوا : كنا نشتم محمدا إلى الآن سرا فتعالوا الآن نشتمه جهرا فكانوا يخاطبون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويقولون راعنا يريدون شتمه ففطن لهم سعد بن معاذ الأنصاري فقال : يا اعداء الله عليكم لعنه الله أراكم تريدون سب رسول الله توهمون انكم تجرون في مخاطبته مجرانا والله لا أسمعها من أحد منكم إلا ضربت عنقه ، ولولا اني اكره أن أقدم عليكم قبل التقدم والاستئذان له ... لضربت عنق من قد سمعته منكم ... فأنزل الله يا محمد (مِنَ الَّذِينَ هادُوا ...) وانزل (لا تَقُولُوا راعِنا ...) فانها لفظة يتوصل بها أعداؤكم من اليهود الى سب رسول الله وشتمكم (وَقُولُوا انْظُرْنا) اي : قولوا بهذه اللفظة لا بلفظة «راعنا».