(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ)١٠٤.
(مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (٤ : ٤٦).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) صيغة سائفة في القرآن لقبيل الايمان ، يختص بها المؤمنون بهذه الرسالة الأخيرة ، وهذه هي المرة الاولى في القرآن حسب التأليف ـ دون التنزيل ـ ونجدها في القرآن زهاء خمسة وثمانين مرة.
ثم الأمم الأخرى حسب التعبير القرآني هم بين : قوم ـ اصحاب ـ بني ... ناس ـ وأضرابها ، مما يبرز شرف هذه الأمة الاخيرة على ما قبلها ، ولأن ايمانها أشرف ايمان بين مؤمني الأمم بأسرها.
«راعنا» في لغة المسلمين لا تعني إلّا : أنظرنا رعاية لحالنا ، وهي ـ ليّا باللسان ـ في لغة إسرائيل : سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع أمّا شابه نقيضا لإسلاميتها ، واليهود المتعودون على تحريف الكلم من بعد مواضعه كانوا يستعملون هذه الصيغة السائغة لقبيل الايمان ، كصيغة لقبيل الكفر ، متظاهرين أنها كالأول ، مستهزئين بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين ، فنهى الله المسلمين أن يقولوها ابتعادا عن ذريعة إسرائيلية الى بغية لئيمة ، وكذلك عما تعطيه «راعنا» من هيّن المعنى وهو إدارته الحفظ مع تولي الأمر ، وليس هي على الرسول (ص) وإنما عليه البلاغ ثم النظر الى المبلّغ إليهم كيف يعلمون؟.
إذا ففي «راعنا» ذريعة إسرائيلية لعينة ، ومزرءة اسلامية مهينة ، ولكن