(قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) لأنه نزل على قلبك ما نزّل (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ) دون هواه ام هوى سواه (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) في أصل الوحي كسلسلة موصولة بين رسل الله ، وفي البشارات المحمدية ، ثم (وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) بهذه الرسالة السامية ، إذا فلما ذا يعادى؟ لكنّه إسرائيل!.
«ويحك أجهلت أمر الله ، وما ذنب جبريل أن أطاع الله فيما يريده منكم ، أرأيتم ملك الموت أهو عدوكم وقد وكله بقبض أرواح الخلق ...» (١).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٠٣ في الاحتجاج قال ابو محمد الحسن العسكري (عليهما السلام) : قال جابر بن عبد الله سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عبد الله بن صوريا غلام أعور يهودي ، تزعم اليهود انه أعلم بكتاب الله وعلوم أنبياءه ، عن مسائل كثيرة تعنّته فيها فأجابه عنها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بما لم يجد الى إنكار شيء منه سبيلا فقال له يا محمد! من يأتيك بهذه الأخبار عن الله تعالى؟ قال (صلّى الله عليه وآله وسلم) : جبريل ، فقال : لو كان غيره يأتيك بها لآمنت بك ، ولكن جبرئيل عدونا من بين الملائكة ، فلو كان ميكائيل او غيره سوى جبرئيل يأتيك بها لآمنت بك ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ولم اتخذتم جبرئيل عدوا؟ قال : لأنه ينزل بالبلاء او الشدة على بني إسرائيل ، ودفع دانيال عن قتل بخت نصر حتى قوي أمره وأهلك بني إسرائيل ، وكذلك كل بأس وشدة لا ينزلها إلا جبرئيل ، وميكائيل يأتينا بالرحمة ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ويحك أجهلت امر الله ... أرأيتم الآباء والأمهات إذا وجروا الأولاد الكريه لمصالحهم يجب أن يتخذهم أولادهم اعداء من اجل ذلك؟ لا! ولكنكم بالله جاهلون ، وعن حكمته غافلون ، أشهد ان جبرئيل وميكائيل بأمر الله عاملان ، وله مطيعان ، وانه لا يعادي أحدهما إلّا من عادى الآخر ، وانه من زعم انه يحب أحدهما ويبغض الآخر فقد كذب ، وكذلك محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) أخوان كما ان جبرئيل وميكائيل اخوان ، فمن أحبهما فهو من اولياء الله ، ومن أبغضهما فهو من اعداء الله ، ومن أبغض أحدهما وزعم انه يحب الآخر فقد كذب وهما منه بريئان والله تعالى وملائكته وخيار خلقه منه برآء.