حسية لا ريب فيها ، وتلك بالاسم والمواصفة وقد تعترضها ريبة؟
نقول : «يعرفونه» دون «عرفوه» مما يدل على معرفة لا حقة بعد ظهوره بآيات صدقة فإنها كافية لتصديقه رسولا مهما لم تكن هناك معرفة سابقة ، وحين تجتمعان لأهل الكتاب في مثلث : البشارات الكتابية ـ مماثلة الوحي الكتابي في قرآنه ـ بينات رسالته ، فهم ـ إذا ـ يعرفونه كما يعرفون أبناءهم دون أية ريبة وشبهة (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ) الناصع اللّامع (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنه الحق وأنهم كاتموه.
وقد جاء في الأصل العبراني من كتاب هوشع الآية (٧) : «بائوا يمي هفقوداه بائوا يمي هشلون يدعو ييسرائل إويل هنابي مشوكاع إيش هاروح على رب عونحا ورباه مسطماه» ـ :
«تأتي أيام التمييز ، تأتي أيام الجزاء سيعلم إسرائيل أن النبي السفيه ورجل الروح مجنون لكثرة إثمك وشدة الحنق» ـ أجل (وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)! وقد جاءت في ترجمة أخرى عنها : «بنو إسرائيل يعلمون ويعرفون ان النبي الأمي المصروع صاحب روح الهامي وصاحب الوحي» وقد قال ربي حييم ويطال في كتابه «عصحييم» إن القصد من النبي الأمي هنا هو محمد بن عبد الله الذي بعث في زمن عبد الله السلام.
ويا لعبد الله السلام من سلام حين يجيب السائل عن هذه الآية : «لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني إذ رأيته مع الصبيان وأنا أشد معرفة بمحمد مني بابني ...» (١).
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ١٤٧ ـ اخرج الثعلبي من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن ابن عباس قال : لما قدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) المدينة قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن سلام قد انزل الله على نبيه (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) فكيف يا عبد الله هذه ـ