للدواب ، فالأب : كل ما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان.
ثم ذكر وجه النعمة أو الحكمة في خلق هذه النباتات ، فقال :
(مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) أي جعلنا ذلك متعة أو عيشة لكم ولأنعامكم ، لتنتفعوا بها وتأكلها بهائمكم ، والأنعام : هي الإبل والبقر والغنم.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ أمر الله تعالى بالنظر والاستدلال والتدبر إلى الطعام الذي يتناوله الإنسان ، ويعيش به ، كيف دبّر الله أمره ، من إنزال الماء من السماء ، ثم شق الأرض بالنبات أو بالحراثة على الدواب أو بالآلات ، وإخراج أنواع النبات المختلفة.
٢ ـ ذكر الله تعالى ثمانية أنواع من النبات : وهي الحب : وهو كل ما حصد من نحو الحنطة والشعير وغيرهما ، وقدّم لأنه كالأصل في الغذاء ، والعنب ، وذكر بعد الحب ، لأنه غذاء من وجه وفاكهة من وجه آخر ، والقضب عند أهل مكة واليمن : وهو الرطبة المسماة بالقت ، والزيتون والنخيل ، والحدائق ذات الأشجار الضخمة الكثيرة ، والفاكهة : وهي ما يأكله الناس من الثمار ، وقد ذكرها مجملة ليعم جميع أنواعها ، والأب : وهو المرعى الذي يؤبّ أي يؤم وينتجع ، وهو ما تأكله البهائم من العشب.
٣ ـ الغاية من خلق هذه النباتات التي تشمل ما يتغذي به الإنسان والحيوان : هي الانتفاع بها ، سواء بالنسبة للناس أو للدواب ؛ لأن إنبات هذه الأشياء إمتاع لجميع الحيوانات.