هنات وسقطات ، أو جنوح لتأييد بعض الآراء المذهبية ، أو تطرف وبعد في التأويل وإغراب في بعض الأحيان لإرضاء أذواق العصر.
لذا وجب وضع تفسير شامل معتدل غير متطرف ، يجمع بين مزايا التفاسير المختلفة وييسر على القارئ والتالي فهم الآيات الكريمة بدقة ووعي ، ويحيط بكل ما هو ضروري يحقق مقاصد القرآن العظيم في العقيدة والعبادة والتشريع والآداب والأخلاق والسلوك القديم في الحياة ، ويفسر القرآن بالقرآن وبالسّنة الصحيحة والسيرة الثابتة ، وهذا ما أوردته في هذا الكتاب ، كما أردت بيان ما يستنبط من الآيات من أحكام شرعية مختلفة.
وذلك بعد أن ألحّ علي بعض إخواني لتحقيق هذه الغاية ، فتوقفت أولا ، ثم شرح الله صدري للعمل الذي يحتاج لجهود مكثفة ووقت طويل الأمد ، فوضعت هذا التفسير الشامل لطريقتي أهل المأثور والمعقول ، والجامع لأحكام القرآن الذي أنار الطريق أمام كل تال للقرآن ، بعبارة سهلة واضحة ، وأسلوب سلس بيّن ، ومنهج منظم متدرج من المفردات إلى الكليات ، وكان بحمد الله تعالى جامعا بين طريقة الوجيز والوسيط والمبسوط ، فبيان المفردات اللغوية والإعراب والبلاغة يحقق الإيجاز لمن يكتفي به ؛ والتعرف على أسباب النزول والمناسبة بين الآيات والسور وقصص القرآن والبيان لكل طائفة من الآيات ، يلبي مطلب التوسط في المعرفة والعلم ؛ والانتقال إلى بيان فقه الحياة بمعنى «الفقه الأكبر» الشامل للعقيدة والأخلاق والأعمال والأحكام العملية المستنبطة من الآيات ، يتجاوب مع رغبة من أراد التوسط والإطالة والاستيعاب.
ومن أجل السير في هذه المراتب الثلاثة المتدرجة ، قد يوجد تكرار بينها بقصد تلبية الحاجة ، وتيسير المطلب دون حاجة للرجوع إلى ما سبق.
أما المصادر : فقد نبهّت عليها في المقدمة ، وأكرر القول بأنني اعتمدت على