يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ، وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك ٦٧ / ١٤] فهو أدرى وأعرف بما يستأهل كل واحد منهم.
وفي هذا ردّ على المشركين في جعل النّبوة والرّسالة بمن اصطفاهم وتفنيد لقولهم حين قالوا : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزّخرف ٤٣ / ٣١] وحين تضايقوا من تقريب الفقراء كصهيب وبلال وخبّاب وإبعاد السّادة وزعماء قريش.
(وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) أي ولقد فضّلنا بعض الأنبياء والرّسل على بعض بالمزايا والكتب والخصائص ، كاتّخاذ إبراهيم عليهالسلام خليلا ، وموسى عليهالسلام كليما ، ومحمدصلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النّبيين ، ونظير الآية : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ ، وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) [البقرة ٢ / ٢٥٣] وفي الآية إشارة إلى تفضيل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على جميع الأنبياء والمرسلين بالقرآن الكريم والإسراء والمعراج ، ثم بعده إبراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى عليهمالسلام على المشهور.
ولا خلاف أنّ الرّسل أفضل من بقية الأنبياء ، وأنّ أولي العزم منهم أفضلهم ، وهم الخمسة المذكورون في آيتين من القرآن هما : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ، وَمِنْكَ ، وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ ، وَمُوسى ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [الأحزاب ٣٣ / ٧]. (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً ، وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ، وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشورى ٤٢ / ١٣].
(وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) أي فضلناه بإنزال الزّبور عليه ، لا بالملك والسلطان ، ومما ورد في الزّبور أنّ محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النّبيين ، وأن أمته خير