الإسراء وإنزال التوراة على موسى
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١) وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً(٣))
الإعراب :
(سُبْحانَ) منصوب بفعل مضمر متروك إظهاره ، تقديره : أسبح الله سبحان ، ثم نزل (سُبْحانَ) منزلة الفعل ، فسدّ مسدّه.
(لَيْلاً) منصوب على الظرف.
(أَلَّا تَتَّخِذُوا) أي قلنا لهم : لا تتخذوا ، وحذف القول كثير في كلامهم ، وتكون «أن» على هذا زائدة ، ويجوز أن تجعل «أن» بمعنى «أي» فيكون تقديره : وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا ، أي لا تتخذوا ، فيكون (أَلَّا تَتَّخِذُوا) تفسيرا لهدى. ولا يمتنع أن يكون التقدير : وجعلناه هدى لبني إسرائيل بألا تتخذوا. وقرئ بالياء ، ويكون المعنى : جعلناه لهم هدى ، لئلا يتخذوا وكيلا من دوني.
(ذُرِّيَّةَ) بالنصب إما بدل من (وَكِيلاً) أو منصوب على النداء ، أو منصوب على أنه مفعول أول لتتخذوا ، و (وَكِيلاً) : المفعول الثاني ، أو منصوب بتقدير : أعني ، أو على الاختصاص. ومن قرأ بالرفع فهو بدل من واو (أَلَّا تَتَّخِذُوا).
البلاغة :
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى) براعة استهلال ؛ لأنه لما كان الإسراء أمرا خارقا للعادة ، بدأ السورة بما يشير إلى كمال القدرة وتنزهه تعالى عن صفات النقص.
(بِعَبْدِهِ) إضافة تشريف وتكريم.