البلاغة :
(يَعْلَمُ سِرَّهُمْ) و (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) فيهما جناس اشتقاق.
(أَلَمْ يَعْلَمُوا) الاستفهام للتوبيخ والتقريع.
المفردات اللغوية :
(وَمِنْهُمْ) أي ومن المنافقين. (وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) قال ابن عباس رضياللهعنه : يريد الحج. (وَتَوَلَّوْا) عن طاعة الله. (فَأَعْقَبَهُمْ) فأورثهم البخل ، والضمير يعود للبخل ، في رأي الحسن وقتادة رحمهماالله ، والظاهر أن الضمير لله عزوجل. (نِفاقاً) ثابتا متمكنا. (فِي قُلُوبِهِمْ) لأنه كان سببا فيه وداعيا إليه ، وبما أن الضمير يعود لله تعالى في الراجح فالمعنى : فخذلهم حتى نافقوا ، وتمكن في قلوبهم نفاقهم ، فلا ينفك عنها إلى أن يموتوا بسبب إخلافهم ما وعدوا الله من التصدق والصلاح. (إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ) إلى يوم لقاء الله وهو يوم القيامة.
سبب النزول :
هناك قصة مشهورة بين الناس تروي سبب نزول هذه الآيات رددتها كتب التفسير ، لكنها لم تصح لدى المحدثين ، وهي ما أخرجه الطبراني وابن مردويه وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن أبي أمامة : أن ثعلبة بن أبي حاطب قال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالا ، قال : ويحك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ، قال : والله ، لئن آتاني الله مالا ، لأوتين كل ذي حقّ حقه ، فدعا له ، فاتخذ غنما ، فنمت ، حتى ضاقت عليه أزقّة المدينة ، فتنحّى بها ، وكان يشهد الصلاة ، ثم يخرج إليها ، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة ، فتنحى بها ، فكان يشهد الجمعة ، ثم يخرج إليها ، ثم نمت فتنحى بها ، فترك الجمعة والجماعة ، ثم أنزل الله على رسوله : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) فاستعمل على الصدقات رجلين ، وكتب لهما كتابا ، فأتيا ثعلبة ، فأقرآه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : انطلقا إلى الناس ، فإذا فرغتما ، فمرا بي ، ففعلا ، فقال : ما هذه إلا أخت الجزية! فانطلقا ، فأنزل