سبب النزول :
أخرج ابن جرير عن حضرمي : أنه ذكر له أن أناسا ربما كان أحدهم عليلا أو كبيرا ، فيقول: إني آثم ، فأنزل الله تعالى : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً).
وعن أبي طلحة : كهولا وشبانا ، ما سمع الله عذر أحد. ثم خرج إلى الشام فقاتل حتى قتل.
وعن مجاهد : قالوا : فإن فينا الثقيل وذا الحاجة والضيعة والشغل والمتيسر به أمره ، فأنزل الله تعالى ، وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) أي على ما كان منهم.
والخلاصة : نزلت الآية في الذين اعتذروا بالضيعة والشغل ، فأبى الله أن يعذرهم دون أن ينفروا على ما كان منهم.
التفسير والبيان :
موضوع الآية : أمر الله تعالى بالنفير العام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عام غزوة تبوك ، لقتال أعداء الله من الروم الكفرة من أهل الكتاب ، وحتّم على المؤمنين في الخروج معه على كل حال ، في المنشط والمكره والعسر واليسر. والمعنى : اخرجوا إلى الجهاد على كل حال من يسر أو عسر ، صحة أو مرض ، غنى أو فقر ، شغل أو فراغ منه ، كهولة أو شباب ، نشاط وغير نشاط ، أي خفاف في النفر لنشاطكم له ، وثقال عنه لمشقته عليكم.
(وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) أي قاتلوا أعداءكم الذين يقاتلونكم ، وفيه إيجاب للجهاد بالنفس والمال إن أمكن ، أو بأحدهما على حسب الحال ، فمن قدر على