على التعاون والتناصر ، وعدم التخاذل والتقاطع ، كما أن المشركين جبهة واحدة متعاونون متناصرون أثناء قتالهم المسلمين.
٧ ـ تحريم النسيء ، أي تأخير حرمة شهر ووقته إلى شهر آخر ، فذلك يضادّ الحقائق ، ويظهر التلاعب بالسنن الإلهية ، ويغير أوقات العبادة ، وهو أيضا زيادة في كفر المشركين ، الذين أنكروا وجود الباري فقالوا : (وَمَا الرَّحْمنُ؟) [الفرقان ٢٥ / ٦٠] في أصح الوجوه ، وأنكروا البعث فقالوا : (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ؟) [يس ٣٦ / ٧٨] وأنكروا بعثة الرسل فقالوا : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ؟) [القمر ٥٤ / ٢٤] ، وزعموا أن التحليل والتحريم عائد إليهم ، فحللوا ما حرّم الله وحرموا ما أحل الله على وفق شهواتهم وأهوائهم ، وأضلوا الذين كفروا ، وحافظوا على مجرد العدد في التحريم : (لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) أي لم يحلّوا شهرا إلا حرموا شهرا لتبقى الأشهر الحرم أربعة ، وذلك كله من تزيين الشيطان لهم هذا العمل السيء ، والله لا يرشد كل كفار أثيم.
وكان الهدف من النسيء شيئين ماديين لمصالح الدنيا : الأول ـ ترتيب وقت الحج في زمن يناسب ظروف تجاراتهم ، بدلا من تقلّبه تارة في الصيف وتارة في الشتاء ، والثاني ـ شن الغارات والحروب ، أو الاستمرار في القتال ، على وفق رغباتهم وأهوائهم ومصالحهم.
وترتب على النسيء الاعتماد على السنة الشمسية في الواقع ؛ لأنهم جعلوا السنة القمرية تساير السنة الشمسية ، عن طريق الكبيسة ، وأدى ذلك إلى جعل بعض السنين ثلاثة عشر شهرا ، ونقل الحج من بعض الشهور القمرية إلى غير وقته المخصص له.