أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال : بل أجر خمسين منكم» ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح.
المناسبة :
لما بيّن الله تعالى أنواع التكاليف والشرائع والأحكام ، ثم قال : (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) ثم نعى على المشركين تقليدهم الآباء : (قالُوا : حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) وندّد بإعراضهم عن الإعذار والإنذار والترغيب والترهيب ، وبقوا مصرين على جهلهم مقيمين على ضلالهم ، لما بيّن كل ذلك قال الله للمؤمنين : (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) فلا تبالوا أيها المؤمنون بجهالتهم وضلالهم ، بل أصلحوا أنفسكم ، ونفذوا تكاليف الله ، وأطيعوا أوامره ونواهيه.
والخلاصة : وجه اتصال هذه الآية بما قبلها التحذير مما يجب التحذير منه.
التفسير والبيان :
يأمر الله عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم ، ويفعلوا الخير بجهدهم وطاقتهم ، ويخبرهم أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس ، سواء كان قريبا منه أو بعيدا.
يا أيها الذين صدقوا بالله ورسوله ، احفظوا أنفسكم من المعاصي ، وتقربوا إلى ربكم بخالص الأعمال ، وخلّصوها من العقاب ، ولا يضركم ضلال غيركم إذا اهتديتم إلى الحق ، وإلى الله رجوعكم ، فيخبركم بأعمالكم ، ويجازي كل عامل بعمله : إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.
وليس في هذه الآية دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان فعل ذلك ممكنا ، بل توجب الآية أن المطيع لربه لا يكون مؤاخذا بذنوب