المناسبة :
الآيات متصلة بما قبلها في موضوع واحد ، وهو إثبات القدرة الإلهية ، وإقامة الدليل على وجود الله وتوحيده ، وبيان مهام الرّسل أو وظائفهم ، مما يؤدي إلى إبطال الشرك وعبادة الأصنام.
التفسير والبيان :
قل أيها الرّسول لهؤلاء المشركين المكذبين المعاندين : أخبروني عما أنتم فاعلون إن سلبكم الله نعمة السمع والبصر ، والفؤاد ، فالسمع مفتاح المعرفة والتّفاهم مع الآخرين ، والبصر لرؤية الأشياء والتّحكّم فيها والسّيطرة عليها ، والقلب أو الفؤاد محلّ الحياة والعقل والعلم ، فلو تعطلت هذه القوى اختلّ أمر الإنسان وضاعت مصالحه في الدّنيا والدّين. وإذا كان الله هو المنعم بهذه النّعم ، وجب أن لا يستحق التّعظيم والثّناء والعبوديّة إلا الله تعالى.
والختم على القلب : الطّبع عليه ، بحيث يصبح غير قابل لنفاذ الهداية إليه ، ولا لتعقل الأمور وإدراك النّفع والضّرر ، والحقّ والباطل.
وقوله : (يَأْتِيكُمْ بِهِ) معناه يأتيكم بما أخذ منكم ، أي لا إله غيره يأتيكم بما سلب منكم.
انظر كيف نبيّن الآيات ، ونوضّحها ، ونفسّرها ، ونكررها بألوان مختلفة وأساليب متعدّدة ، من إعذار وإنذار ، وترغيب وترهيب ، ونحو ذلك ، دالّة على أنه لا إله إلا الله ، وأن ما يعبدون من دونه باطل وضلال ، فلو كان ما تعبدونه آلهة تنفع أو تضرّ لردّت عليكم هذا ، وإن كنتم تعلمون أنها لا تقدر على شيء ، فلما ذا تدعونها ، والدّعاء عبادة ، والعبادة لا تكون إلا لله الواحد القهّار.
وانظر كيف يصدفون أي يعرضون ، وقل لهم أيها الرّسول : أخبروني إن