(أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) : (ما) : نكرة في موضع نصب على التمييز بساء. وفي (ساءَ) : ضمير مرفوع يفسره ما بعده كنعم وبئس. وقيل : «ما» في موضع رفع بساء.
(وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ) الدار : مبتدأ ، و (الْآخِرَةُ) : صفة له ، و (خَيْرٌ) : خبر المبتدأ. وقرئ ولدار الآخرة خير وتقديره : ولدار الساعة الآخرة خير ، ولا بد من هذا التقدير ؛ لأن الشيء لا يضاف إلى صفته ، فوجب تقدير موصوف محذوف ، وهذه الإضافة في نية الانفصال.
البلاغة :
(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) تشبيه بليغ حيث جعلت الدنيا اللعب واللهو نفسه مبالغة.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) الاستفهام للتوبيخ.
المفردات اللغوية :
(وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ) عرضوا على الله ، لرأيت أمرا عظيما (قالَ) لهم على لسان الملائكة توبيخا (أَلَيْسَ هذا) البعث والحساب (بَلى وَرَبِّنا) إنه لحق (تَكْفُرُونَ) به في الدنيا كفروا بلقاء الله بالبعث (حَتَّى) غاية للتكذيب (السَّاعَةُ) القيامة : وهي موعد انقضاء أجل الدنيا والحياة وخراب العالم ، وبدء الحياة الأخرى (بَغْتَةً) فجأة (يا حَسْرَتَنا) هي شدة التألم والندم على ما فات ، ونداؤها مجاز ، أي هذا أو انك فاحضري (عَلى ما فَرَّطْنا) قصرنا مع القدرة على الفعل (فِيها) أي الدنيا.
(أَوْزارَهُمْ) جمع وزر : وهو الحمل الثقيل ، ويطلق شرعا على الإثم والذنب ، كأنه لثقله على صاحبه كالحمل الذي يثقل ظهره ، والمراد بقوله : (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) تحمل مسئولية أفعالهم ، بأن تأتيهم ذنوبهم عند البعث في أقبح شيء صورة ، وأنتنه ريحا ، فتركبهم (أَلا ساءَ) بئس (ما يَزِرُونَ) يحملونه حملهم ذلك (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) أي الاشتغال بها (لَعِبٌ) عمل لا يحقق نفعا ولا يدفع ضررا (وَلَهْوٌ) ما يشتغل الإنسان عما يعنيه ويهمه ، والمقصود أنه تعالى جعل أعمال الدنيا المحضة لعبا ولهوا واشتغالا بما لا يعني ، ولا يعقب منفعة دائمة ، كما تعقب أعمال الآخرة المنافع العظيمة ، أما الطاعة وكل ما يعين عليها فمن أمور الآخرة. (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ) أي الجنة (خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) الشرك (أَفَلا تَعْقِلُونَ) فتؤمنوا.