وأبشر كل من بلغة القرآن من العرب والعجم ، فهو نذير لكل من بلغه ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) [هود ١١ / ١٧].
أخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس مرفوعا قال : من بلغه القرآن فكأنما شافهته به ، ثم قرأ : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ)».
وروى ابن جرير عن محمد بن كعب قال : «من بلغة القرآن فقد أبلغه محمدصلىاللهعليهوسلم».
وروى عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «بلغوا عن الله فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله».
وروى ابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ ابن حيان الأنصاري عن محمد بن كعب القرظي قال : «من بلغه القرآن فكأنما رأى النّبي صلىاللهعليهوسلم». وهذه الكلمة مروية أيضا عن سعيد بن جبير. ثم أعلن الله براءته من المشركين القائلين بتعدد الآلهة ، مبينا أن الواجب إعلان الشهادة بالوحدانية لله عزوجل فقال : (أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ ..) وهذا استفهام إنكاري واستبعاد وتوبيخ وتقريع ، فإنكم أيها المشركون تقرون بوجود آلهة أخرى مع الله ، وإني لا أشهد شهادتكم ، كما قال تعالى : (فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ) [الأنعام ٦ / ١٥٠].
وأصرح بأن الإله هو إله واحد ، وهو الله عزوجل ، وإني أتبرأ مما تشركون به من الأصنام والأوثان وغيرها.
فقه الحياة أو الأحكام :
كل من يملك شيئا فله حق التصرف المطلق فيه ، وكل من أوجد شيئا فهو القادر على جلب ما ينفعه ودفع ما يضره ، والله مالك السموات والأرض ومن فيهن