لا معقب لحكمه ، وهو الفعال لما يريد ، ولا يفعل إلا ما فيه الحكمة والعدل والرحمة ، حتى يتوافر الأمن للفرد والجماعة ، وتطمئن النفوس على أموالها ، لتنصرف إلى أعمالها وهي آمنة على البيت والأهل وأماكن العمل ، ومن حكمته : أنه وضع العقاب للمحاربين المفسدين في الأرض واللصوص المهددين حرمة المال وحرية الإنسان ، وأنه يغفر للتائبين من الفريقين ، إذا صدقوا في التوبة وأصلحوا أعمالهم ؛ لأن الهدف ليس هو العقاب لذاته ، وإنما تحقيق الصلاح ونشر الأمن وإشاعة الطمأنينة ، ومن حكمته وعدله أنه يعذب العصاة تربية وزجرا لهم ولأمثالهم وتأمينا لمصالح العباد ، ومن رحمته : أنه يرحم التائبين ويسقط عنهم العقاب ، وهو القادر على كل شيء من التعذيب والرحمة ، والله أرحم بعباده من أنفسهم ، وأشد من رحمة الأم بولدها ، فهذا العقاب للحرابة والسرقة لمصلحتهم ومصلحة إخوانهم في المجتمع ، فليس لأحد أن يتباكى على يد أثيم أو يشفق على يد عضو في المجتمع ؛ لأن هذا العضو فاسد ضار يهدم ويخرب وليس فيه أمل بخير إذا لم يصلح حاله.
فقه الحياة أو الأحكام :
العقاب دواء المنحرف الذي لا علاج له بغير التأديب ، وليس من العدل ولا من الرحمة والحكمة والمصلحة أن تسود الجريمة في المجتمع ، ويعيش الناس في فوضى واضطراب ، وقلق واشمئزاز.
وتشريع الإله في كل الخير لمن أراد السعادة لنفسه ولأمته ، وليس أدل على فشل التشريعات الجزائية الوضعية من أن الجريمة في بلادها تزداد وتكثر ، ويتفنن المجرمون في أنواع الجريمة ، لعدم توافر العقاب الزاجر الفعال الذي يستأصل الجريمة أو يقلل من وجودها.
والبلاد التي يطبق فيها التشريع الجنائي الإسلامي مثل واضح بارز في العالم