والأصح أن الآية عامة في جميع المؤمنين ؛ لأن (الَّذِينَ) لجماعة ، ومن عمومياتها ما يأتي:
قال جابر بن عبد الله : قال عبد الله بن سلام للنبي صلىاللهعليهوسلم : إن قومنا من قريظة والنضير قد هجرونا وأقسموا ألا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل ، فنزلت هذه الآية ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء.
وأولياء الله : هم الموصوفون بالآية لا غيرهم : الذين يقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ، ويخشعون لله تعالى. والمراد : يأتون بصلاة الفرض في أوقاتها بجميع حقوقها ، ويؤدون الزكاة المفروضة بطيب نفس.
٦ ـ من فوض أمره إلى الله ، وامتثل أمر رسوله ، ووالى المسلمين ، فهو من حزب الله ، وحزب الله : جند الله وأنصاره والمنفذون أوامره ، والمجتنبون نواهيه. وإذا توافرت هذه الصفات كانوا هم الغالبين : (وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) [الصافات ٧٧ / ١٧٣].
النهي عن موالاة الكفار وأسبابه
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧) وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (٥٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا