قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير المنير [ ج ٥ ]

48/338
*

وأرثك» فآتوهم نصيبهم من الميراث ، كما وعدتموهم في الأيمان المغلظة ، إن الله شاهد بينكم في تلك العهود والمعاقدات. وقد كان هذا في ابتداء الإسلام ، ثم نسخ بعد ذلك بآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ).

وكان التوارث أيضا بعد الهجرة بسبب المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين ، يرث المهاجري الأنصاري ، دون ذوي رحمه ، للأخوة التي آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينهم ، ثم نسخ ذلك بآية : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ).

أي أن التوارث بالحلف والولاء ، وبالمؤاخاة ، أصبح منسوخا ، واعلموا أن الله كان ولا يزال مطلعا على كل شيء تفعلونه ، فيجازيكم عليه يوم القيامة ، والله شهد معاقدتكم إياهم ، وهو عزوجل يحب الوفاء.

آراء المفسرين في تأويل : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) :

اختلف المفسرون في تأويل هذه الآية على أقوال أربعة هي ما يلي :

١ ـ ولكل إنسان موروث جعلنا وارثا من المال الذي ترك. وبه تم الكلام. وأما قوله تعالى: (الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) فهو جواب عن سؤال مقدر ، كأنه قيل : ومن الوارث؟ فقيل : الوالدان والأقربون.

٢ ـ ولكل إنسان وارث ممن تركهم الوالدان والأقربون جعلنا موروثين. والجار والمجرور في قوله (مِمَّا تَرَكَ) متعلق بمحذوف صفة للمضاف إليه ، و (مِمَّا) بمعنى «من» والكلام جملة واحدة.

٣ ـ ولكل قوم جعلناهم ورّاثا نصيب مما تركه والدوهم وأقربوهم. فيكون في الكلام مبتدأ محذوف. ويكون قوله : (مِمَّا تَرَكَ) صفة للمبتدأ ، وقوله : (لِكُلٍ) خبره ، والكلام جملة واحدة.