في أساميهم ...
واستلزامه مدح جميع الرّواة المذكورين في الكتب الرجاليّة المجهول حالهم من دون أن
يختصّ بخصوص كتاب النجّاشي ، وحلّ المطلب أنّ غرض الشّيخ والنجّاشي في فهرستيهما
هو ذكر من كان له مصنّف أو أصل لغرض صرّحا به ، وغرض الشّيخ في رجاله هو ذكر من
روي عن النّبيّ والأئمّة عليهمالسلام ، وليس غرضهما ذكر الممدوحين والثقات فقط ، ليقال ما يقال.
بل مع أنّ غرض
المتأخّرين من الرجاليّين في تأليفهم هو البحث عن وثاقة الرّواة ومدحهم يذكرون
الكثير من المجهولين ، الّذين لا يعلمون أحوالهم ، فلاحظ خلاصّة العلّامة إلى
تنقيح المقال ، ومعجم رجال الحديث.
وأمّا ما استنبطه
المحقّق الداماد من ديدن النجّاشي فليته يدلل ويستشهد عليه ليكون أقرب إلى القبول
عند غيره ، فإنّه الآن لدي يشبه الإخبار بالغيب ولا مجال للاعتماد عليه بوجه.
الثالثة
: حكم جمع بوثاقة
مشائخ النجّاشي استنادا إلى عدّة من كلماته ، لكن سبق منا تضعيف هذا الحكم ، في
البحث السادس.
الرابعة
: للنجاشي مع
مهارته اشتباهات وأغلاط ـ شأن كلّ مؤلّف ـ وقد تعرّض لها الفاضل الكلباسي ، كما تعرّض قبل ذلك لاشتباهات الشّيخ رحمهالله ، فلا بدّ للباحثين من التوجه إليها.
ومن جملة الكتب
الرجالية : كتابان للغضائري ، لكن قال الشّيخ الطّوسي في أوّل فهرسته أنّ أحمد بن
الحسين رحمهالله كان له كتابان ، ذكر في أحدهما المصنّفات وفي الآخر الاصول
... غير إنّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا ، واخترم هو رحمهالله وعمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين ، وغيرهما من
الكتب على ما حكي بعضهم عنه.
قيل : إن النجّاشي
لم يتعرّض له مع أنّه بصدّد بيان الكتب الّتي صنفتها الإماميّة ، وقد تعرّض لترجمة
الحسين بن عبيد الله ، وذكر كتبه ولم يذكر فيها كتاب الرجال ، كما أنّه حكي عن
أحمد بن الحسين في عدّة موارد ، ولم يذكر أنّ له كتاب الرجال. بل جزم بعضهم بأنّ
الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري موضوع ، وإن كان يظهر من العلّامة في الخلاصّة
أنّه يعتمد على هذا الكتاب.
__________________