فظهر أنّ تلك المجالس المطبوعة الّتي تنتهي إلى خمسة وأربعين مجلسا كلّها من إملاء الشّيخ الطّوسي لولده أبي على أغلبها في سنة ٤٥٧ ه وبعضها سنة ٤٥٨ ه ... لكن المطبوع من المجالس هذا ليس تمام المجالس ؛ لأنّه توجد في زنجان في مكتبة شيخ الإسلام الزنجاني نسخة من تلك المجالس ، وهي تزيد على النسخة المطبوعة بأكثر من ثلثها ، وهي نسخة معتبرة استكتبها سنة ١٠٤٨ المولى خليل بن الغازي القزويني الشّارح للكافي ، وكتب على ظهر النسخة بخطّه شهادة : أنّها أمالي أبي جعفر الطوسي رحمهالله ، وهي مع ذلك ناقصة الآخر ... ولابن طاووس رحمهالله كلام آخر نقله في مقدّمة الامالي. (١)
وعن الشّيخ منتجب الدين في فهرسته : الشّيخ جمال الدين الحسين بن هبة الله (بن) رطبة السوراوي ، فقيه صالح كان يروي عن الشّيخ أبي على الطّوسي. (٢)
وعلى كلّ ، إذا فرضنا وصول ما في البحار بسند معتبر أو بنسخة مشهورة توجب شهرتها الاطمئنان بصحته فهو ، وإلّا ففيه ما سبق من لزوم التوقف في رواياته.
١٤. حول اعتبار قصص الأنبياء للراوندي رحمهالله
قال الشّيخ منتجب الدّين في فهرسته : الشّيخ الإمام قطب الدين أبو الحسين سعد ـ قيل : سعيد ـ ابن هبة الله بن الحسن الراوندي فقيه عين صالح ثقة له تصانيف ... ثمّ ذكر كتبه.
وقال ابن شهر أشوب في معالم العلماء في حقّه : شيخي أبو الحسين سعد بن هبة الله له كتب ... ، فذكر كتابين له.
وهذان الفاضلان لم يذكرا كتاب قصص الأنبياء له.
وقال الحر العاملي في تذكرة المتبحرين في ترجمته : وقد رأيت له كتاب قصص الأنبياء أيضا .... (٣)
ونسب المجلسي قصص الأنبياء المذكور أوّلا إليه على ما يظهر من أسانيد الكتاب واشتهر أيضا ، ثمّ قال : ولا يبعد أن يكون تأليف فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي ، كما يظهر من بعض أسانيد السّيد ابن طاووس ، وقد صرّح بكونه منه (٤) في رسالة
__________________
(١) انظر : الأمالي : المقدّمة : ٤٢.
(٢) لاحظ : معجم رجال الحديث : ١ / ١١٣.
(٣) المصدر : ٨ / ٩٤ و ٩٥.
(٤) سياق العبارة هو : رجوع الضمير : (منه) إلى فضل الله ، لكن محشّي البحار أرجعه إلى سعيد بن هبة الله بقرينة كلام ابن الطاووس في كتابه الآخر. فرج المهموم : ٣٧.