إسماعيل (عليهالسلام) الذي كان يذود فيه غنيمته ، ويصلى فيه ، فوالله لو أن عبدا صف رجليه في ذلك المقام قائما بالليل مصليا حتى يجيئه النهار ، وقائما بالنهار حتى يجيئه الليل ، ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا ابدا ، إلا أن أبانا إبراهيم «عليه الصلاة وعلى محمد وآله كان مما اشترط على ربه أن قال رب اجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ، أما انه لم يعن الناس كلهم ، فأنتم أولئك ، حكم الله ونظراؤكم وانما مثلكم في الناس مثل الشعرة السوداء في الثور الأنور.
الفصل الثالث عشر
لا ريب في استحباب زيارة قبر النبي (صلىاللهعليهوآله) استحبابا مؤكدا ويتأكد ذلك زيادة في حق الحاج ويجبر الناس على ذلك لو تركوها كما يجبرون على الأذان ، ومنع ابن إدريس كما نقل عنه ضعيف ، قال في المنتهى : «لو ترك الناس زيارة النبي (صلىاللهعليهوآله) قال الشيخ (رحمهالله) : يجبرهم الامام عليها ، ومنع ابن إدريس من وجوب ذلك ، لأنها مستحبة فلا يجب إجبارهم عليها ، ونحن نقول : ان ذلك يدل على الجفاء ، وهو محرم فيجبرهم الامام عليها لذلك انتهى.
روى المشايخ الثلاثة بأسانيدهم الصحيحة المتكثرة عن حفص بن البختري وهشام بن سالم ومعاوية بن عمار (١) وغيرهم عن أبى عبد الله (عليهالسلام) قال : لو أن الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك ، وعلى المقام عنده ، ولو تركوا زيارة النبي (صلىاللهعليهوآله) لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك ، وعلى المقام عنده ، فان لم يكن لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين».
وروى في الكافي عن ابى الحجر الأسلمي (٢) عن أبى عبد الله (عليهالسلام) قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائرا وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ، ومن مات في أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب ، ومن مات مهاجرا الى الله عزوجل حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر».
__________________
(١) الكافي ج ٤ ص ٢٧٢.
(٢) الكافي ج ٤ ص ٥٤٩.