المقدمة
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام
على أفضل بريّته محمد ، وآله الطيّبين المعصومين ، واللعن على أعدائهم أجمعين.
وبعد :
لايختلف اثنان أنّ من أقسام المناجاة
بين العبيد وخالقهم ـ وهي المناجاة الحقّة ـ الدعاء ، وقد أثبت علماء الأخلاق
والعرفان له مراتب.
منها : أن يصدر من اللّسان ، ويكون
القلب ساهياً غير ملتفت إلى ما يصدرمن كلام.
ومعه ، فإن الله لايستجيب الدعاء من قلب
لاه .
ومنها : أن يصدر من القلب واللسان معاً
، ومعه تنصهر الروح في حالة لا يعلمها إلآ من كابد الشوق ، كما قيل ، فيكون هناك
شعور بحالة من الطمأنينة ، ويرى الداعي نفسه عزيزاً ، يطلب من خالقه الكريم ما
يشاء.
نعم ، عزيزٌ ، ولِمَ لا؟ وخالقه كريم ،
رحيم ، عطوف.
نعم ، عزيزٌ ، ولِمَ لا؟ أليس هو القائل
: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ )
.
نعم ، وهو القائل : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
) .