الضوء المحيط
بالرائي ، ولا الضوء مطلقاً.
وقولهم : لا فرق في الحائل بين أن يكون
محيطاً بالرائي أو المرئي مسلّم فيما إذا كانت ذات الشيء مانعة من الإبصار ، لا
فيما تكون مانعة بشرطه ، هكذا أورده الشارح الجديد للتجريد ، وهو كلام جيّد لا غبار عليه.
وقال الفخر الرازي في المباحث المشرقية
: الظلمة أمر عدّمي ، لأنا إذا غمضنا العين كان حالنا كما إذا فتحناها في الظلمة ،
فكما أنّا عند التغميض لا ندرك شيئاً ، فكذلك إذا فتحناها في الظلمة وجب أن لا
ندرك كيفية في الجسم المظلم ، ولأنّا لو قدّرنا خلو الجسم عن النور من غير انضياف
صفة اُخرى إليه لم يكن حاله إلّا هذه الظلمة ، ومتى كان كذلك لم تكن الظلمة أمراً
وجودياً .
إنتهى كلامه.
وأورد
عليه : أنّه كلام ظاهري إقناعي ، يتطرق إليه الخدش والمنع من جوانبه ، ومثله في
المقام البرهاني مما لا يصغى إليه.
توضيح
حال :
أراد
عليهالسلام « بالزيادة
والنقصان » زيادة نور القمر ونقصانه بحسب ما يظهر للحس ، لأن الزيادة والنقصان
حاصلان له في الواقع وبحسب نفس الأمر ، لأن الأزيد من نصفه منير دائماً ، كما بيّن
في محله ، وأمّا زيادته في الاجتماع ونقصانه في الاستقبال كما هو شأن الكرة
الصغيرة المتنيرة من الكبيرة حالتي القرب والبعد فليس الكلام فيهما ، إنّما الكلام
في الزيادة والنقصان المسببين عن البعد والقرب ، المدركين بالحس.
وربّما يتراءى لبعض الأفهام من ظاهر
قوله عليهالسلام : « وامتهنك
بالزيادة والنقصان » أنّ زيادة نور القمر ونقصانه المحسوسين واقعان بحسب الحقيقة ،
وحاصلان في نفس الأمر ، كما هو معتقد كثير من الناس ، وهذا وإن كان ممكناً