قال عمر بن أبي ربيعة :
إذا هي لم تستك بعود أراكة |
|
تنحّل ، فاستاكت به عود إسحل (١) |
أراد : تنحّل عود إسحل ، فاستاكت به ، فأعمل الفعل الأول ، والشاهد إنما هو إعمال الفعل الأول.
قال المرار الأسدي :
فردّ على الفؤاد هوّى عميدا |
|
وسوئل لو يبين لنا السؤالا |
وقد نغنى به ونرى عصورا |
|
بها يقتدننا الخرد الخدالا |
أراد : ونرى الخرد الخدال بها يقتدننا في عصور : فالعصور : ظرف ، وأعمل الفعل الأول في الخرد ، وهو" نرى" ، ولو أعمل الفعل الثاني لقال : ونرى عصورا بها يقتادنا الخرد الخدال.
قال : (وإذا قلت : " ضربوني وضربتهم قومك" جعلت" يقوم" بدلا من" هم" ؛ لأن الفعل لا بد له من فاعل ، والفاعل ها هنا جماعة ، وضمير الجماعة الواو. وكذلك تقول : " ضربوني وضربت قومك" ، إذا أعملت الآخر فلا بدّ في الأول من ضمير الفاعل ، لأن الفعل لا يخلو من فاعل).
قال أبو سعيد : يعني أنك إذا أعملت الفعل الثاني في القوم ، فلا بد من أن تأتي بالواو التي هي ضمير" هم" في الفعل الأول ؛ لأنهم فاعلون للفعل الأول وهم جماعة فعلا متهم الواو.
قال سيبويه : (وإنما قلت : " ضربت وضربني قومك" فلم يجعل في الأول الهاء والميم ؛ لأن الفعل قد يكون بغير مفعول ، ولا يكون الفعل بغير فاعل).
يعني أنك إذا أعملت الفعل الثاني في القوم ، وهم الفاعلون له ، وقد وقع بهم الفعل الأول ، لم يحتج إلى ضمير لهم في الفعل الأول ؛ لأن الفعل قد يكون بلا مفعول ؛ ألا ترى أنه يجوز أن تقول" أكلت" ولا تذكر المأكول ، ولا تقول" أكل" من غير أن تذكر الأكل.
قال (وأما لقول امرئ القيس :
__________________
(١) سيبويه ١ / ٤٠ ، ديوان عمر بن أبي ربيعة ٤٩٠ ، الأعلم ١ / ٤٠.