التثنية ، وتكون الألف فيه حرف الإعراب ، فليست تثنية الفعل كذلك.
وقوله : " ولكنك إنما ألحقته هذه للفاعلين" ، يعني ولكنك إنما ألحقت الفعل هذا الحرف ، وهو الألف ضميرا للفاعلين لا للتثنية.
وقوله : " ولم تكن منونة ولا تلزمها الحركة" ، يعني ولم تكن الأفعال قبل هذه التثنية منونة كالاسم ، ولا لها حركة لازمة كالاسم ؛ لأنه يدركها الجزم والسكون ، إذا قلت : " لم يذهب" و" لم يقم".
وقوله : " فتكون الأولى حرف الإعراب ، والثانية كالتنوين" ، يعني : أن الأفعال لو كانت منونة لا تفارقها الحركة قبل التثنية ، ثم ثنّيت كانت الألف فيها حرف والإعراب والنون فيها كالتنوين ، مثل الاسم. وقوله : " فتكون" جواب لقوله : " لم تكن منونة".
وقوله : " فلما كانت حالها في الواحد غير حال الاسم ، وفي التثنية ، لم تكن بمنزلته" ، يعني : كما خالف الفعل الاسم في الواحد ؛ لأن الاسم منوّن لازم الحركة ، وليس الفعل كذلك ، وخالف أيضا في التثنية ؛ لأن الاسم إذا ثني ضم إلى مثله ، وليس الفعل كذلك ، فلما خالفه في الواحد ، وفي التثنية أيضا خالفه ، لم يكن بمنزلته.
وقوله : " لم يكن بمنزلته" جواب لاختلافهما في حال التوحيد والتثنية.
وقوله : " فجعلوا إعرابه في الرفع ثبات النون ؛ ليكون له في التثنية علامة الرفع كما كان في الواحد" ، وقد مر الاحتجاج لهذا ولفظه فيه بيّن.
وقوله : " إذ منع حرف الإعراب" يعني : إذ منع الفعل حرف الإعراب ، وإنما منع ؛ لأن الألف التي هي علامة التثنية فتحت آخر الفعل ؛ لأنها يفتح ما قبلها ، وحرف الإعراب آخر الفعل.
وقوله : " جعلوا النون مكسورة كحالها في الاسم" ، يعني : جعلوها مكسورة لالتقاء الساكنين كما فعلوا ذلك في الاسم.
وقوله : " ولم يجعلوها حرف الإعراب" ، يعني : النون.
وقوله : " إذ كانت متحركة لا تثبت في الجزم" ، يعني : إذا كانت متحركة لا تثبت في الجزم ، وذلك أن حرف الإعراب لا يسقط إذا كان متحركا في الفعل بدخول الجزم عليه ، كقولك : " يذهب" ، ثم تقول : " لم يذهب" ، وإذا كان حرف الإعراب ساكنا في الفعل أزاله الجزم ، كقولك : " لم يقض" و" لم يغز" و" لم يخش". وهذه النون متحركة تذهب في