التي تلحقه في التثنية ، والواو التي تلحقه في الجمع لغير تثنية الفعل وجمعه.
وزعم سيبويه أن الألف والواو قد يكونان مرّة اسم المضمرين والمضمرين ، وقد يكونان مرّة حرفين دالّين على التثنية والجمع ، فإذا قلت : " الزّيدان قاما" فهذه الألف اسم ، وهي عنده ضمير الزّيدين المذكورين فإذا قلت : " الزّيدون قاموا" ، فهذه الواو هي اسم وهي ضمير الزيدين ، وإذا قلت : " قاما أخواك" فهذه الألف هي حرف وليست باسم ، دخلت علامة مؤذنة بأن الفعل لفاعلين ، وكذلك إذا قلت : " قاموا إخوتك" ؛ فإن الواو حرف ، دخلت مؤذنة بأنّ الفعل لجماعة ، ومثل الألف والواو في التثنية والجمع : النون لجماعة المؤنّث والياء للمؤنث المخاطبة ، تقول : " الهندات قمن" فتكون النون ضميرا الجماعة وهي اسم ؛ " وقمن الهندات" فتكون حرف علامة ، والياء في المخاطبة للمؤنث لا تكون إلا ضميرا ، كقولك : " قومي" للمرأة ، و" انطلقي" و" هل تذهبين". وهذه الياء كثير من النحويين يذهبون إلى أنها علامة بمنزلة التاء في قولك : " قامت".
وسيبويه يذهب إلى أنها ضمير في آخر الكتاب ، في : " باب الأبنية وغيرها". والذي يدل على ما ذكرنا من حكم هذه الحروف في كلام العرب وأشعارها ، قولهم" أكلوني البراغيث" وقول الشاعر :
يلومنني في اشتراء النّخي |
|
ل أهلي فكلهم يعذل |
وأهل الذي باع يلحونه |
|
كما لحي البائع الأوّل (١) |
وقال آخر :
ألفيتا عيناك عند القفا |
|
أولى فأولى لك ذا واقية (٢) |
وقال الفرزدق :
ولكن ديافيّ أبوه وأمه |
|
بحوران يعصرن السّليط أقاربه (٣) |
فهذه الحروف عند سيبويه في وقوعها أسماء مرة وحروفا مرة بمنزلة التاء في قولك : " قلت" و" قالت" ، فالتاء في" قلت" اسم المتكلم ، والتاء في" قالت" علامة تؤذن بأن
__________________
(١) البيتين غير منسوبين في شرح ابن يعيش ٣ / ٨٧.
(٢) البيت منسوب لعمرو بن ملقط الطائي في شرح شواهد المغني ١١٣ ، وهو بلا نسبة في شرح ابن يعيش ٣ / ٨٨.
(٣) ديوانه ص ٨٠ ، واللسان (سلط) وشرح ابن يعيش ٣ / ٨٩.