إليه (١) ، وهو غير مأمون ، فكونوا معي ، فإذا دخلت إليه فكونوا أنتم بالباب ، فإذا سمعتم صوتي قد علا فادخلوا لتمنعوه منّي ».
فصار الحسين عليهالسلام إلى الوليد ، فوجد عنده مروان بن الحكم ، فنعا إليه الوليد معاوية ، فاسترجع الحسين عليهالسلام ، ثمّ قرأ عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة عليه له.
فقال له الحسين عليهالسلام : « إنّي لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سرّاً حتّى أبايعه جهراً فيعرف ذلك النّاس » ؟
فقال له الوليد : أجل.
فقال الحسين عليهالسلام : « فتصبح وترى رأيك في ذلك ».
فقال له الوليد : انصرف على اسم الله حتّى تأتينا مع جماعة الناس.
فقال له مروان ـ لعنه الله ـ : والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع ، فلا قدرت منه على مثلها أبداً حتّى يكثر القتل بينكم وبينه ، فاحبسه فلا يخرج من عندك حتّى يبايع ، فإن أبى فاضرب عنقه.
فوثب عند ذلك الحسين عليهالسلام وقال : « ءأنت يا ابن الزرقاء تضرب عنقي ، أو هو ؟ لعنت وأثمت ». وخرج يتمشّى مع مواليه حتّى أتى منزله.
فقال مروان للوليد : عصيتني ، لا والله لا يمكنك بمثلها من نفسه.
فقال الوليد : ويحك يا مروان ، اخترت لي الّتي فيها هلاكي ديناً ودنياً ، والله ما أحبّ أن تكون لي حمر النعم وأنّي قتلت حسيناً ! سبحان الله أقتل حسيناً بأن قال : لا أبايع يزيد ! والله إني لا أعلم رجلاً يحاسب بدم الحسين إلاّ وهو خفيف الميزان عند الله يوم القيامة.
فقال له مروان : رأيك أصوب (٢).
__________________
(١) في المصدر : « ولست آمن ، أيكلّفني فيه أمراً لا أجيبه إليه ».
(٢) إلى هنا رواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ٣٢ مع اختلاف في بعض الألفاظ ، وعنه المجلسي في