خائفة ، فأسبغت الوضوء وأدّيت أربعاً ، ثمّ غلبتني عيني فأتاني آت في منامي فأقعدني ورقّاني وعوّدني ، فأصبحت ـ وكان يوم أم سلمة ـ فدخلت في ثوب حمامة ، فنظر النبي صلىاللهعليهوآله في وجهي ورأيت أثر السرور في وجهه ، فذهب عنّي ما كنت أجد وحكيت له ذلك ، فقال :
ابشري ، أمّا الأوّل فخليلي عزرائيل الموكّل بأرحام النساء ، وأمّا الثاني فميكائيل الموكّل بأرحام أهل بيتي ، فنفخ فيك.
قلت : نعم. فبكى ثمّ ضمّني إلى صدره وقال : أما الثالث فذاك حبيبي جبرئيل يخدمه الله ولدك (١).
فرجعت فنزل [ ته ] تمام الستّة ». ليلة الثلثاء لخمس مضين من شعبان ، وقيل : لسبع بقين من رمضان ، سنة أربع من الهجرة (٢).
وروي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : « لما حملت فاطمة بالحسين عليهالسلام جاء جبرئيل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : إنّ فاطمة ستلد غلاماً تقتله أمّتك من بعدك. فلذلك كرهته فاطمة حال حمله وحال وضعه ».
ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : « هل رأيتم أمّا تلد غلاماً فتكرهه ، ولكنّها كرهته لما علمت أنّه سيقتل ، وفيه نزلت هذه الآية : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا ) (٣). (٤)
__________________
(١) في المصدر : « يقيمه الله بولدك ».
(٢) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح : ٢ : ٨٤٢ ح ٦٠ في نوادر المعجزات ، مع اختلاف في بعض الألفاظ وإضافات في أوّله ، وليس فيه في آخر الحديث : « ليلة الثلاثاء » إلى آخره.
ورواه عنه المجلسي في البحار : ٤٣ : ٢٧١ ح ٣٩ ، والبحراني في العوالم : ١٧ : ١٠ ح ١.
أقول : كون ولادته عليهالسلام ليلة الثلاثاء لخمس مضين من شعبان موافق لعدّة من الروايات ، لكنّ الأشهر أنّ ولادته يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.
(٣) سورة الأحقاف : ٤٦ : ١٥.
(٤) ورواه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره : ٢ : ٢٩٧ ذيل الآية الشريفة مع اختلاف في