الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي هدانا لمعرفته ، والشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيّد بريّته محمد الذي اصطفاه من بين خليقته ، وخصّنا بمحبّة علي والأئمة المعصومين من ذرّيته صلّى الله عليه وعليهم أجمعين الطيّبين الطاهرين وسلّم تسليما كثيرا ، وبعد فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين وسيد الوصيّين وحجّة ربّ العالمين وإمام المتّقين علي بن أبي طالب عليهالسلام بخطّ الشيخ الفاضل والعالم العامل الفضل بن يحيى بن علي الطيّبي الكوفي ـ قدّس الله روحه ـ ما هذا صورته ... إلخ.
وأوهن من ذلك كلّه نسبة علي بن فاضل بالهجر والهذيان في حال شدّة المرض.
وخلاصة الكلام : أنّ بعد كون الناسخ وواجد الرسالة في الخزانة هو الشهيد الأوّل الذي كان قريب العهد بالفضل بن يحيى عارفا بخطّه وحاله ووصفه بالفضل والعلم والعمل ، وبعد توصيف الفضل بن يحيى الشيخ زين الدين علي بن فاضل بالتقوى والصلاح ، وسماعه هذا الخبر بواسطة عالمين فاضلين ، القول بجعله رأسا واستناد ذلك إلى الأعداء وإلى الهذيانات الصادرة من المرضى في شدّة المرض ، قول بغير علم ، وكم فرق بين من يبدي الاحتمالات المانع جوازها عن اعتبار الخبر وتمنع إثباته ، وبين من يحكم بجعله ووضعه باحتمالات لا تدلّ على ذلك أصلا ، هذا.
وأمّا عدم ورود خبر على أنّ له عليهالسلام ولدا بالفعل واختلاف الاخبار في حصول الولد له بعد ظهوره لا ينفي ما يدلّ عليه ، لأنّ عدم الدليل على نفي الولد ، وعدم ورود خبر غير هذا الخبر على أنّ له ولدا ، لا ينفي ما يدلّ عليه ، مضافا إلى دلالة بعض الأخبار والأدعية عليه.