اكثر الاطفال الفقراء الذين يعيشون مع امهاتهم يفتقدون حنان الاب ورعايته الاجتماعية والاقتصادية.
ثالثها : الاقليات ؛ وهذه المجموعة تشمل المواطنين الافارقة من ذوي البشرة السوداء ، والافراد من غير بلدان اوروبا ، كالافراد المهاجرين من امريكا الجنوبية وآسيا. وهؤلاء الافراد يشملهم رابط واحد وهو ان لون بشرتهم يختلف عن لون بشرة افراد الجنس الاوروبي البيضاء ، فيميز النظام الاجتماعي بينهم وبين غيرهم في قضايا العمل والاجرة والمكافأة الاجتماعية (١).
ولا شك ان استفحال ظاهرة الفقر وانتشار الفقراء في المجتمع الرأسمالي دليل قوي على انعدام انسانية النظام الاقتصادي القائم على المنافسة الحرة ، وفكرة البقاء للاقوى والمذهب الفردي. فعجز الفرد عن القدرة العملية للانتاج لايمكن ان يكون سبباً في تجويعه وسحق كرامته وهدر انسانيته. فلو تصورنا ان فرداً عاملاً يعيل عائلة واحدة مؤلفة من عدة افراد ، ولكنه ـ بسبب حادث ما ـ افتقد مهارته الفنية وقدرته الابداعية على العمل والانتاج ؛ فهل من العدل والانصاف ان يعاني هذا الانسان واسرته من الحرمان؟ الا يعتبر عمله السابق خدمة كبيرة لافراد المجتمع؟ فكيف تفسر النظرية الرأسمالية الفارق الشاسع في المكافأة الاقتصادية بين هذا الفرد وبين الرأسمالي الذي انقطع عن العمل لنفس السبب؟ أليس من الحق ان نقول ان على النظام الاجتماعي ان يضمن لكل منهما حياة كريمة؟ فلماذا هذا الفارق الشاسع في المكافأة الاجتماعية بين العامل الفقير والرأسمالي الثري؟
__________________
(١) (ال دونبار). تقرير الاقلية. نيويورك : بانثيون ، ١٩٨٤ م.