ولمّا كان رسول الله (ص) يتحمل مسؤولية قيادة الدولة الاسلامية ، فان الشريعة وضعت كل الموارد الطبيعية تحت تصرفه لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية بين الافراد. فالدولة لا تستطيع القيام بواجباتها الاجتماعية ما لم يتوفر لها رصيد من الموارد الطبيعية تستثمره لتشغيل الافراد واعالتهم. وهذا هو دور الانفال في النظام الاجتماعي. فالانفال هي كل ما يختص برسول الله (ص) من الموارد الطبيعية ، كما ورد في النص المجيد : ( يَسألُونَكَ عَن الاَنفالِ قُل الاَنفال للهِ وَالرَسُولِ فَاتَقُوا اللهَ وَاَصلِحُوا ذاتَ بَينِكَم ) (١) ، وما ورد عن الامام (ع) : (الانفال كل ارض خربة باد اهلها ، وكل ارض لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، ولكن صالحوا صلحاً ، واعطوا بايديهم على غير قتال ، وله رؤوس الجبال ، وبطون الاودية ، والآجام (٢) ، وكل ارض ميتة لا رب لها ، وله صوافي الملوك ، ما كان في ايديهم من غير وجه الغصب ، لان الغصب كله مردود. وهو وارث من لا وارث له يعول من لاحيلة له) (٣) ، وفي رواية اخرى : (كل قرية يهلك اهلها او يجلون عنها فهي نفل لله عز وجل ، نصفها يقسم بين الناس ونصفها لرسول الله (ص)) (٤).
واتفق الفقهاء على ان الانفال ، بكافة انواعها ، للامام (ع) منتقلة اليه من
__________________
(١) الانفال : ١.
(٢) الاجام : ارض برية غير منزرعة تتكاثف فيها الاشجار.
(٣) التهذيب ج ١ ص ٣٨٦.
(٤) التهذيب ج ١ ص ٣٨٧.