في القرن الثامن عشر ، والثورة الروسية ، والصينية ، والاسلامية في ايران في القرن العشرين على اختلاف اتجاهاتها الفكرية والعقائدية.
واذا كانت الثورة وما يتبعها من تغيير اجتماعي قضية استثنائية ، فان النظام الرأسمالي يحاول اقناع المستضعفين في المجتمعات الرأسمالية بالخصوص ، بقبول حالة انعدام العدالة على اساس انها مسألة اجتماعية طبيعية وانها قضية مشروعة (١). فالنظام الملكي الاوروبي يشجع الفقراء على الهتاف بالحياة للملك ، مع ان الفقير العاقل يتساءل : من منح الملك ملكية الارض وخيراتها؟ والنظام الرأسمالي الامريكي يشجع الفقراء بالهتاف «للحلم الامريكي» الذي يعيش فيه اصحاب رأس المال واعضاء الكونغرس والحكومة واقعاً ، ولكن الفقير العاقل يتساءل : ايهما افضل ، ان اعيش جائعاً مع حلم قد يتحقق ، ام بواقع متواضع دون احلام؟ والنتيجة ان نجاح الثورة والانقضاض على النظام الظالم لا يتحقق ، ما لم يسيطر فيه المستضعفون على منابع القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتعليمية والقضائية والصحية ، وهو أمر يحتاج الى تخطيط ومتابعة ووعي لم يتوفر لدى مستضعفي وفقراء العالم الرأسمالي لحد اليوم.
وليس هناك ادنى شك من ان النظام الفكري والثقافي لأي مجتمع هو النظام الفكري الذي تتبناه الطبقة الحاكمة. فطبقة العمال في المجتمع الشيوعي مثلاً ، تفرض ـ بكل قوة ـ الفكر الذي تتبناه وتؤمن به. وعندها ،
__________________
(١) (بيتر بلاو). السلطة والتبادل في الحياة الاجتماعية. نيويورك : وايلي ، ١٩٦٤ م.