الطبقية في النظام الرأسمالي البريطاني
ويعكس النظام الرأسمالي في بريطانيا اسوأ مثال لتمايز الطبقات وعدم عدالة توزيع الثروة بين افراد المجتمع. فهذا البلد الذي يعتبر مهد الفكر الرأسمالي ومصنع الحضارة الغربية الحديثة مبني على اساس طبقات ثلاث ؛ الاولى : الطبقة الارستقراطية الرأسمالية الواسعة الثراء ، والثانية : الطبقة الوسطى ، والثالثة : الطبقة العاملة. فيشكل افراد الطبقة الرأسمالية اقل من واحد بالمائة من الافراد في الوقت الذي يلتهم فيه هؤلاء ربع خيرات ذلك المجتمع (١). ومع ان النظام السياسي يدعي تمسكه بالفكرة الديمقراطية ، الا ان هؤلاء الافراد يحتفظون بمقاعدهم في الطبقة الارستقراطية جيلاً عن جيل ، عن طريق الانخراط في معاهد علمية خاصة تتيح لهم السيطرة لاحقاً على كل منابع القوة والثروة في المجتمع (٢). واهم اركان هذا النظام التعليمي الارستقراطي مدرسة ايتون الاعدادية ، وجامعتا اكسفورد وكامبردج. ولتوضيح دور هذه المدارس في ترسيخ دور الطبقة الرأسمالية في المجتمع
__________________
(١) (انتوني سمسون). التغير في تشريح الجسم البريطاني. نيويورك : راندوم هاوس ، ١٩٨٣ م.
(٢) (جون كولدثورب). التغير الاجتماعي والتركيبة الطبقية في بريطانيا الحديثة. لندن : روتليج وكيكان بول ، ١٩٨١ م. وايضاً : (ميشيل اوسيم). الدائرة الداخلية : المؤسسات التجارية العملاقة وبروز النشاط السياسي التجاري في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. نيويورك : مطبعة جامعة اكسفورد ، ١٩٨٤ م.