المؤسسات الاجتماعية (١). فالقانون في ذلك المجتمع يدافع عن الثري ولا يحمي الفقير. والمؤسسات الدينية في المجتمع الرأسمالي تدعم النظام الاجتماعي الظالم ولا تنادي بالاطاحة به. وحتى المؤسسات التعليمية تمجد حسنات النظام الرأسمالي ولا تنتقد اخطاءه وسلبياته (٢). وبالتالي فان الطبقة الغنية الحاكمة تصبح هي الوطن والعرض والدين ، ومن يهاجمها فانما يهاجم الوطن والعرض والدين ؛ وشخص كهذا ـ بعرفها ـ انما هو خارج عن الاجماع العام الذي تعارف عليه المجتمع الانساني.
وتمتلك الطبقة الرأسمالية شبكة علاقات اجتماعية منظمة تشابه ـ الى حد كبير ـ الشبكة التنظيمية للاحزاب السياسية ، حيث تعمل من خلالها للسيطرة على منابع الثروة والقوة السياسية (٣) ؛ لان هذه الشبكة توفر لاعضائها احسن فرص التعليم الجامعي ، وافضل الاعمال التي تدر اجوراً ومكافآت اجتماعية عالية ، وافضل المواقع السياسية في النظام الاجتماعي. وبهذا الاسلوب الدقيق ، يحتل الرأسماليون اعلى مواقع العمل السياسي في الدولة ؛ وهو بلاشك يؤدي الى المحافظة على ثبات موقع الطبقة الرأسمالية في السلم الاجتماعي وما يتبعه من نعيم عظيم لافرادها وحرمان اعظم لافراد الطبقات الاخرى.
__________________
(١) (روبرت هودج) و (دونالد ترايمان). « تشخيص الطبقة الاجتماعية في الولايات المتحدة ». مقالة علمية في (المجلة الامريكية لعلم الاجتماع) ، عدد ٧٣ ، ١٩٦٨ م. ص ٥٣٥ ـ ٥٤٧.
(٢) (كريستوفر جينكز) وآخرون. انعدام العدالة : اعادة تقييم لتأثير العائلة والمدرسة في امريكا. نيويورك : الكتب الاساسية ، ١٩٧٢ م.
(٣) (جيرهارد لينسكي). السلطة والامتيازات : نظرية في انعدام العدالة الاجتماعية. نيويورك : ماكرو ـ هيل ، ١٩٦٦ م.