سياط يضرب بها الله تعالى من يعصيه ويؤدب بها من يخالف أوامره ونواهيه ، ومعناه لا تجعل عقابك ضربك لي بسياط النقمة .
والنقمة لغة مأخوذة من : [ نقم عليه فهو ناقم ، أي : عتب عليه ، وأنتقم الله منه عاقبه ] ١ .
« وزحزحني فيه من موجبات سخطك »
ومعنى ذلك أي : باعد بين وبين ما يوجب سخطك وغضبك ، وليس إلا المعصية ما يجب سخط الله وغضبه ، وكل المعاصي توجب سخط الله ، وترك الطاعات أيضا يوجب سخطه تعالى .
والمعنى اللغوي للزحزحة هو : [ زحزحه عن كذا باعده ، وتزحزح تنحى ] ٢ .
ومنه قوله تعالى : ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ٣ .
وقد جاء في تفسيرها : [ نُجي من النار وفاز وظفر بالبغية ] ٤ .
وقوله تعالى : ( وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ ) ٥ .
وقد جاء في تفسيرها : [ بمباعده من العذاب ] ٦ .
__________________
١ ـ مختار الصحاح : ٦٧٨
٢ ـ مختار الصحاح : ٢٦٩
٣ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٨٥
٤ ـ تفسير شبر : ١٠٥
٥ ـ سورة البقرة ، الآية : ٩٦
٦ ـ تفسير شبر : ٥٤