قبورهم فينعمون وإن أرواحهم تدخل الجنة في وقت خروجها من الأجساد ] ١ .
وبالعودة إلى دعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك نجد أنه يطلب من الله تعالى أن يرزقه الذهن ، و [ الذهن لغة الفِطنة والحفظ والتنبيه ، وهو مأخوذ من قولهم نَبُه الرجل أي شَرُف واشتهر فهو نبيه ونابه وهو ضد الخامل ، ونبه غيره تنبيها رفعه من الخمول ] ٢ .
والذي يتضح من هذه الفقرة أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو الله أن يرزقه في هذا اليوم الذهن الوقاد المتيقظ ، والنباهة التامة الكاملة ليكون قويا في طاعة الله ، وقادرا على تأدية فرائضه ومستحباته .
ثم ينتقل إلى الفقرة الأخرى من الدعاء فيقول :
« وباعدني فيه من السفاهة والتمويه » .
وهو تماما عكس الذهن والتنبيه ، حيث نجد في اللغة أن [ السفه ضد الحلم ، وأصله الخفة وسفه الرجل صار سفيها ، والسفاهة هي الخفة وعدم الاتزان ، والسفيه هو الذي لا يُحسن التصرف لخفة عقله .
ـ والتمويه لغة مأخوذ من قولهم ـ موه الشيء تمويها طلاه بفضة أو ذهب وتحت ذلك نحاس أو حديد ، ومنه التمويه وهو التلبيس ] ٣ .
__________________
١ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن : ٤ / ٥٥٣
٢ ـ مختار الصحاح : ٢٢٤ و ٦٤٤
٣ ـ مختار الصحاح : ٣٠٢ و ٦٤٠