«اللذانّ واللتانّ». وقد قريء : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ)(١). ويجوز التشديد أيضا مع الياء ـ وهو مذهب الكوفيين ـ فتقول «اللذينّ واللتينّ» وقد قرىء (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ)(٢) بتشديد النون ، وهذا التشديد يجوز أيضا في تثنية «ذا ، وتا» اسمي الإشارة فتقول : «ذانّ ، وتانّ» ، وكذلك مع الياء فتقول ، «ذينّ ، وتينّ» ، وهو مذهب الكوفيين ، والمقصود بالتشديد أن يكون عوضا عن الألف المحذوفة كما تقدم في «الذي ، والتي» (٣)
* * *
جمع الذي : «الألى ، الذين» مطلقا |
|
وبعضهم بالواو رفعا نطقا |
__________________
بالياء ، ورأى آخرون أن التثنية لم تجر على طريقة المثنى الحقيقي وكان ينبغي أن نقول : اللذيان واللتيان ، ولكن الياء حذفت فهو مبني جاء على صورة المعرب ولذا يعربونه : مبنيا على الألف في محل رفع أو مبنيا على الياء في محل نصب أو جرّ. والرأيان جيّدان.
(١) قبله قوله تعالى : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ، فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً* وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً) النساء (١٤ ، ١٥) والشاهد قراءة (واللذانّ) بتشديد النون ، وهو اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف (أو مبني على الألف في محل رفع) وجملة يأتيانها منكم : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، وجملة : فآذوهما : في محل رفع خبر للمبتدأ والفاء زائدة في الخبر تشبيها بجواب الشرط.
(٢) من سورة فصّلت (٢٩) وقبله قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) والشاهد قراءة (اللذينّ) بتشديد النون خلافا للبصريين الذين خصّوا التشديد بحالة الرفع.
(٣) وبعض العرب يحذف نون (اللذين واللتين) في حالة الرفع كقوله : (إن عميّ اللذا ... هما اللتا لو ....) ، ولا يجوز الحذف في اسمي الإشارة : ذين وتين للإلباس بالمفرد إذا قلنا : ذا وتا في حالة التثنية.