الثانية
عشر : دعاء الأئمة له مع الزهراء والرسول صلىاللهعليهوآله :
روي عن الامام الصادق عليهالسلام
وهو يقول لمعاوية بن وهب : يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين عليهالسلام لخوف فانّ من تركه رأى من الحسرة ما يتمنّىٰ أنّ قبره كان عنده ، أما تحبّ
أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلي وفاطمة والأئمة عليهمالسلام
.
وكذلك روى داود بن كثير ، عن أبي عبد
الله عليهالسلام
قال : إنّ فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله
تحضر زوّار قبر ابنها الحسين عليهالسلام
فتستغفر لهم . وكذلك يدلّ على ذلك رواية الامام الصادق عن معاوية بن وهب التي نقلنا قسماً منها في صدر المجلس ، قال معاوية بن وهب استأذنت على أبي عبد الله عليهالسلام
فقيل لي : ادخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته وسمعته وهو يناجي ربّه وهو يقول : « اللهم يا من خصّنا بالكرامة ، ووعدنا بالشفاعة ، وخصّنا بالوصية ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل افئدة من الناس تهوي إلينا إغفر لي ولاخواني زوّار قبر أبي الحسين الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا ورجاء لما عندك في صلتنا ، وسروراً أدخلوه على نبيّك وإجابة منهم لأمرنا ، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا ، أرادوا بذلك رضاك فكافئهم عنّا بالرضوان واكلأهم بالليل والنهار واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف ، واصحبهم واكفّهم شر كل جبّار عنيد ، وكل ضعيف من خلفّك وشديد ... إلى أن قال اللهمّ إنّ اعداءنا عابوا عليهم على خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس وارحم تلك الوجوه التي تتقلّب على حفرة أبي عبد الله وارحم تلك الأعين التي خرجت دموعها رحمة لنا ، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا ، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا ، اللهم إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى توافيهم على الحوض يوم العطش » فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء فلمّا انصرف ظننتُ أنّ النار لا