امرأة كانت ملتزمة بزيارة عاشوراء ولما ماتت ودفنت زارها الامام الحسين عليهالسلام ثلاث مرّات وفي المرّة الثالثة تشفع في مجاوري قبرها حيث امر أن يرفع العذاب عنهم لأجلها ، نعم أنّ الحسين عليهالسلام هو البرّ الوفي « من زارني زرته » ومن هنا أكّد الأئمة عليهمالسلام على ضرورة زيارة قبره عليهالسلام يوم العاشر وذلك لما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام : « من زار قبر الحسين بن علي عليهالسلام يوم عاشوراء عارفاً بحقّه كان كمن زار الله في عرشه » (١) .
العمل المضاد : ومقابل عمل الأئمة عليهمالسلام باتجاه ترسيخ الثورة والثوار في جسم الأُمة كان هناك عملاً مضادّاً من قبل الطغاة واعوانهم من أجل محو آثار الثورة وانعكاساتها فقد اشاع الطغاة وعملوا على تلك الإشاعة ، وهي ان يوم العاشر من محرم يوم فرح وبركة ويستحب فيه الصوم وينبغي إظهار الفرح وإقامة الزينة ، كما لاحظنا في بعض مناطق الخليج ومما يؤسف له ، ان زواجهم يجعلونه ليلة العاشر من المحرّم وليس ذلك إلّا لفرحهم بقتل الحسين عليهالسلام كما ورد في زيارة عاشوراء « وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان ... » . فقد روى عبد الله بن الفضل قال قلت للصادق عليهالسلام يابن رسول الله كيف سمّت العامة يوم عاشوراء يوم بركة ؟
فبكى عليهالسلام ثم قال : « لمّا قتل الحسين عليهالسلام تقرّب الناس بالشام إلى يزيد فوضوعوا له الأخبار وأخذوا عليها جوائز من الأموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وانه يوم بركة ، ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه ، حكم الله بيننا وبينهم » (٢) .
وفي رواية أُخرى يسأل أحدهم الامام الرضا عليهالسلام عن صوم يوم عاشوراء وما يقول الناس فيه ؟ فقال الإمام الرضا عليهالسلام عن صوم ابن مرجانة تسألني ؟ ذلك يوم
______________________
(١) البحار ج ١٠١ ، ص : ١٠٥ .
(٢) بحار الأنوار ج ١٠١ ، ص : ١٠٤ .