قال فاشفق كل من حضر على علي ، وظنّ أن بادرة تبدر منه إليه ، قال : والله لقد بكى المتوكل بكاءاً طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته ، وبكى من حضر ثم أمر برفع الشراب ، ثم قال له يا أبا الحسن أعليك دين ؟ قال نعم أربعة آلاف دينار ، فأمر بدفعها إليه ، ورده إلى منزله من ساعته مكرما (١) .
أقول لئن نجا إمامنا الهادي عليهالسلام من المتوكل العباسي فانه لم ينج من المعتصم العباسي الذي دسّ السم لإمامنا الهادي عليهالسلام وقضى عليه به فمضى شهيداً مسموماً .
علي الهادي اشذنبه مات مسموم |
|
بعد ما گضّه كل عمره بالهموم |
* * *
عليمن عگب ذاك الجور والهم |
|
يموت ابن الجواد اليوم بالسم |
يگلبي ذوب لمصابه او تجسّم |
|
او يا دمعي دظل عالوجن مسجوم |
* * *
گضه والعسكري غسّله ابحسره |
|
شديده او ونته المرمر تفسره |
آيا ساعة الوسّده ابگبره |
|
عليه الهم تراكم مثل الغيوم |
* * *
تشيّع للگبر بمدامع اتسيل |
|
وابتكبير من شالوا او تهليل |
جسمه ما بگه ميدان للخيل |
|
مثل جده الگضه امن الماي محروم |
* * *
ومكابد للسم قد سقيت |
|
حشاشته نقيعه |
ما ذنب اهل البيت |
|
حتما منهم أخلوا ربوعه |
* * *
______________________
(١) البداية والنهاية ١١ : ١٥ .