الموت ، الطواغيت لا يريدون الموت ، لكن أين يذهبون ، هارون مع ظلمه للإمام الكاظم عليهالسلام لمّا نزل به الموت قال ما أغنى عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه .
« فانّه ملاقيكم » : لابدّ من الموت أين يفرّ من الموت ، كلّا لا مفر إلى ربك يومئذ المستقر اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّده ، كل من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام في دعاء الصباح أمير المؤمنين عليهالسلام : « وقهر عباده بالموت والفناء » .
إذا عرفنا ذلك لابدّ لنا من الاستعداد للموت في دعاء الحزين : « ولو لم يكن إلّا الموت كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى » إذن لابدّ من الاستعداد له ، امامنا زين العابدين عليهالسلام في دعاء أبي حمزة الثمالي يبكي ولا نبكي نحن أبكي ولم لا أبكي « اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري اَبْكي لِضيقِ لَحَدي ، اَبْكي لِسُؤٰالِ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ اِيّٰايَ ، اَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْيٰاناً ذَليلاً حٰامِلاً ثِقْلي عَلىٰ ظَهْري ، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني وَاُخْرىٰ عَنْ شِمٰالي ، اِذِ الْخَلٰائِقُ في شَاْنٍ غَيْرِ شَاْني ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَاْنٌ يُغْنيهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ، ضٰاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ... » .
بعض علمائنا يذكرون أنفسهم لكي لا يغفل عن الموت يحفر له في داره حفرة أشبه بالقبر وينزل فيها ويقرأ هذه الآية ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ويقول لنفسه ارجعوك اعمل .
كان أمير المؤمنين عليهالسلام في كل ليلة بعد اداء صلاة العشاء يخاطب الناس : « يقول أيها الناس تجهزوا يرحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل » .
ثم
تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون :
بعد الموت لابدّ من الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ويخبره بما عمل في هذه الحياة ، رقابة كاملة إلهية ( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ
عَتِيدٌ )
، ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ
عَلَيْنَا قَالُوا