محمد بن المگدر وهو من أعلام التابعين توفي سنة ( ١٣٠ هـ ) كان يجلس مع أصحابه في المسجد النبوي الشريف فكان يقوم ويضع خدّه على قبر النبي صلىاللهعليهوآله ثم يرجع ، فعوتب في ذلك فقال إنه ليصيبني خطرة فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي صلىاللهعليهوآله وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع فقيل له في ذلك ، فقال هني رأيت النبي صلىاللهعليهوآله في هذا الموضع يعني في النوم (١) .
ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ بيده فقبّلها ويقول يدٌ مسّتها يد رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢) .
أعود إلى الآية الشريفة ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ ) :
لماذا يفرّ الانسان من الموت وهل كل الناس سواء أمن هو الذي يفرّ من الموت ؟
الجواب : ليس كل الناس يفرّون من الموت ، ها هو امير المؤمنين عليهالسلام يقول والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل لمحالب أُمّه ، صاحب المنبر الحسين عليهالسلام كان يقول :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى |
|
إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما |
* * *
هؤلاء يزحفون إلى الموت لا يفرّون منه .
إذن لماذا يفرّ من الموت ومن هو ؟
سأل الامام الحسن المجتبى عليهالسلام ما بالنا نكره الموت ؟ فقال لأنكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة فتكرهوا أن تنتقلوا من عمران إلى خراب ، الظالم لا يحبّ
______________________
(١) راجع الذهبي في سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ .
(٢) سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٢ .