يسأل الله تعالیٰ (١).
وقد ورد في دعاء الافتتاح :
(فكم يا الهي من كربة قد فرجتها ، وهموم قد كشفتها ، وعثرة قد اقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها).
وورد في ايام رجب :
(يا من يعطي من سأله ، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة).
وفي المناجاة الرّجبيّة :
(ولكن عفوك قبل عملنا).
ان عفو الله تعالىٰ يقبل سيّئاتنا بل يطلب سيّئاتنا.
اذن الحاجة والفقر من منازل رحمة الله تعالىٰ ، وحيث يكون الفقر وتكون الحاجة تجد رحمة الله تعالىٰ.
وللعارف الرّومي الشهير بيت من الشعر في هذا الباب اذكر ترجمته.
يقول العارف الرّومي : « لا تطلب الماء واطلب الظمأ حتّىٰ يتفجّر الماء من كل اطرافك وجوانبك ».
وقد وردت الاشارة الىٰ هذه العلاقة بين رحمة الله تعالىٰ وحاجة عباده وفقرهم ، في مناجاة بليغة ومؤثرة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهالسلام ، نورد
__________________
(١) وهذا لا يعني أن الناس لا يموتون تحت الأنقاض في الزلازل ، ولا يحترقون في الحرائق ، ولا يهلكون في لجج البحار ، ولا يموت انسان من المرض والألم ، ولا يموت طفل رضيع. فقد صمم الله تعالىٰ هذا الكون بموجب (الرحمة) و (الحكمة) ، فإذا كانت حكمة الله تقتضي وقوع كارثة في انسان أو حيوان أو نبات فلا يعني ذلك أن ننفي البعد الآخر من فضل الله تعالىٰ وصفاته الحسنىٰ ، وهو الرحمة. ومن الناس ممن يخضع لسنن الله تعالىٰ وحكمته في البلاء والضراء ، لم يلمس رحمة الله تعالىٰ الواسعة في اليسر والعسر ، وفي اللحظات الحرجة من حياته ، ومن الناس من لم يتعرف علىٰ رحمة الله تعالىٰ الواسعة في لحظات الاضطرار القصویٰ في حياته.