رعاية ضعف الطفل بأقل من حاجة الطفل الىٰ حنان الاُم.
كذلك العالم يطلب الجاهل ليعلمه ، كما أن الجاهل يطلب العالم ليتعلم منه ، وليست حاجة العالم الىٰ تعليم الجاهل بأقل من حاجة الجاهل الى التعلم من العالم.
والطبيب يطلب المريض ليداويه ، ويعلن عن مهنته واختصاصه ليدعو المرضىٰ إليه ، كما أن المريض يطلب الطبيب ، وليست حاجة الطبيب الىٰ المريض بأقل من حاجة المريض الىٰ الطبيب.
والقوي يبحث عن الضعيف ليحميه ، كما أن الضعيف يبحث عن القوي ليحتمي به ، وليست حاجة القوي الىٰ أن يحمي الضعيف بأقل من حاجة الضعيف الىٰ الاحتماء بالقوي.
إنها سنة الله في كل شيء.
وكذلك في رحمة الله تعالىٰ وفقر عباده ، فكما أن الفقر يطلب الرحمة كذلك الرحمة تطلب الفقر ، والله تعالىٰ تتنزّه صفاته الحسنىٰ عن الحاجة ، فلا حاجة في ساحة الله تعالىٰ ، ولكن رحمة الله تطلب مواضع الحاجة والفقر.
ولا شح ، ولا بخل في ساحة الله ، واختلاف مراتب الرحمة تتبع اختلاف مراتب الحاجة والفقر.
إن الطفل الرضيع الذي لا يعي من نفسه شيئاً ليعطش ويشتد به العطش فيعلمه الله تعالىٰ أن يبكي ويصرخ ، ويعطف عليه قلب اُمه وابيه ليدركاه ويسقياه ، وعطش الرضيع وجوعه يستنزلان رحمة الله تعالیٰ وعطفه ، من دون طلب ودعاء ويتألم المريض ويعاني من المرض فيستنزل مرضه والمه رحمة الله تعالىٰ.
واننا لنعصي تعالیٰ
ونرتكب الذنوب والمعاصي ، فتطلب ذنوبنا