( رَبَّنَا
آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ )
.
( رَبَّنَا
اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا )
.
( رَبَّنَا
أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
) .
* * *
تحليل وتفسير للنوع الثالث من الدعاء :
وما يعنينا في هذا
التقسيم هما النحوان النحو الثاني والثالث ؛ وكلاهما دعاء للمؤمنين ، إلّا أن النحو الثاني من الدعاء دعاء الفرد للجميع ، والنحو الثالث من الدعاء دعاء الجميع للجميع ، وفي هذا النحو من الدعاء :
١ ـ المدعو له هو
الجميع ، فلا يدعو الفرد لنفسه ، وإنما يدعو الفرد للجميع ، وقد لا يكون دعاء الفرد لنفسه نافعاً ، كما لو كان البلاء نازلاً علىٰ
الجميع (الامّة) فيكون الفرد مشمولاً للبلاء ، حتىٰ لو لم يدخل فيما دخل فيه الآخرون من
الظلم ، يقول تعالىٰ : ( وَاتَّقُوا
فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ).
وفي هذا المجال لا
ينفع الفرد دعاؤه واستغفاره لنفسه ، وعليه ان يستغفر ويدعو للجميع ، فإذا رفع الله تعالىٰ العذاب عن الجميع ارتفع عنه أيضاً ( رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ).
٢ ـ والداعي
أيضاً يمثل الجميع ، وينوب عنهم في هذا الدعاء ، فإن هذا النحو من الدعاء يتصدر غالباً بكلمة (ربنا) ، وكأن الفرد الداعي ينوب عن الجميع في
__________________