الثبوتية الكمالية
(٤) ، فترجع الصفات الجلالية «السلبية» آخر الأمر إلى الصفات الكمالية «الثبوتية».
والله تعالى واحد من جميع الجهات لا تكثر في ذاته المقدسة ولا تركيب في حقيقته
الواحد الصمد (٥).
______________________________________________________
قال : «بل معناه
سلب الجسمية والصورة ... الخ».
(٤) إذ سلب
الإمكان عنه بأي معنى كان سواء اريد به الإمكان الماهوي أو الإمكان الفقري
والوجودي ، يرجع إلى أن الوجود ضروري الثبوت له بحيث لا يحتاج إلى شيء من الاشياء
، بل مستقل بنفسه وذاته ، كما أن سلب النقص والحاجة عنه بقولنا : إنه ليس بجاهل أو
ليس بعاجز أو ليس بمركب ونحوها يرجع إلى إيجاب الكمال وإثباته ؛ لأن النقص والحاجة
في قوة سلب الكمال ، فسلب النقص راجع إلى سلب سلب الكمال وهو ايجاب الكمال ، فمعنى
أنه ليس بجاهل سلب سلب العلم ومعناه ايجاب العلم .
وبالجملة فهو
تعالى حقيقة مطلقة مستقلة غير متناهية واجبة الذات من جميع الجهات ، بحيث لا يشذ
عنه كمال من الكمالات ، بل هو واجدها بالفعل من دون حاجة إلى الغير ، ولا سبيل
للإمكان والقوة ولوازمهما إليه فهو واجب بالذات لذاته.
(٥) إشارة إلى ما
في سورة التوحيد ، والعجب كل العجب من إفادة السورة المباركة التوحيد بمراتبه
المختلفة من التوحيد الذاتي والصفاتي ، بل الأفعالي بموجز كلامه مع حسن بيانه
وإعجاز أسلوبه.
ولقد أفاد وأجاد
العلّامة الطباطبائي ـ قدسسره ـ حيث قال : «والآيتان تصفانه تعالى بصفة الذات وصفة الفعل
جميعا فقوله : (اللهُ أَحَدٌ) يصفه بالأحدية
__________________