ما نسب إلى بعض
الأنبياء والأولياء من أنهم ربما أخبروا بوقوع شيء ثم انكشف الخلاف ، ولكن هذه
الأخبار معارضة مع قاعدة اللطف ، فإن الإخبار الجزمي مع انكشاف الخلاف ، يوجب سلب
الاعتماد ، هذا مضافا إلى معارضتها مع الأخبار الاخر أيضا ، كما روي عن أبي جعفر ـ
عليهالسلام ـ يقول : «العلم علمان : علم عند الله مخزون لم يطلع عليه
أحدا من خلقه ، وعلم علمه ملائكته ورسله ، فأما ما علم ملائكته ورسله ، فإنه سيكون
، لا يكذب نفسه ، ولا ملائكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون يقدم فيه ما يشاء ويؤخر
ما يشاء ويثبت ما يشاء» .
وما روي عن أبي
عبد الله ـ عليهالسلام ـ : «إنّ لله علمين : علم مكنون مخزون ، لا يعلمه إلّا هو
، من ذلك يكون البداء ، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه فنحن نعلمه» .
فليحمل تلك
الاخبار على أن أخبار الأنبياء ليس على الجزم والبت ، كما حكي عن الشيخ الطوسي ،
وجعله الفاضل الشعراني حاسما لمادة الاشكال ، إذ الإخبار اذا لم يكن عن جزم ، بل على ما تقتضيه
المقتضيات ، فتخلفه لا يوجب سلب الاعتماد ، خصوصا إذا كان الإخبار وانكشاف الخلاف
مقرونا بتبيين وجه أوجب تغيير المقتضيات ، وأما التفصيل بين الوحي والالهام بوقوع
البداء في الثاني دون الأول ، كما في البحار ، أو القول بوقوع البداء في كلام
الأنبياء نادرا ، كما في البحار أيضا ففيه أنه ينافي أيضا قاعدة
__________________