عبد ذلك الإسم ، مثلاً انّ الحيوان عبد السميع والبصير ،
والفلك عبد الرفيع الدائم ، والإنسان عبد الله .
والإشراقيون قائلون : بأن كل رب من أرباب الأنواع مربوب إسم
من أسماء الله ، فمآل الإشراقي والعارف واحد ، لأن الأمر ينتهي بالأخرة الى الأسماء ، فتبصر
!
ثم إنّ التسمية بالعبدية بلحاظ غلبة بعض الأسماء على
غيره ، كما في المصباح أيضاً وتفصيل هذه
المباحث يطلب في رسالتنا في المُثل الإلهية .
وقد أفاد المتألّه السبزواري في شرح الإسم الشريف « يا
من له الخلق والأمر » بقوله : « أي له عالم المقارنات وعالم المفارقات . إنما سمّي المفارق أمراً إذ
يكفي في إيجاده مجرّد أمر الله تعالى ، بلا حاجة الى مادة وصورة واستعداد وحركة . أو لأنه حيث لا
ماهيّة له ـ على التحقيق ـ فهو عين أمر الله فقط ، يعنی كلمة كن ، فلم يكن هناك
يكون ـ إلى قوله ـ ولمّا كان الأمر بهذا الإصطلاح يطلق على المفارق حدّ نفس الأمر
بالعقل الفعّال عند بعض الحكماء » .
وقد أفاد هذا المضمون في شرح الحكمة المنظومة .
وبما حرّرنا في نفس الأمر تعلم ان الأسماء موضوعة
للمعاني النفس الأمرية ، ثم يطلق على مراتب تنزلاتها أيضاً ، كما يطلق العالم عليه تعالى وعلى الإنسان .
واعلم أن الشيخ استدّل في الفصل الثالث عشر من النمط
الثالث من الإشارات على إثبات العقل الفعّال بأنه مخرج النفوس من النقص الى الكمال ، لأنه يفيض المعقولات عليها ، وبأنه المرتسم بالصورة المعقولة أي الخزانة الحافظة لها ، فانسحب
الكلام الى البحث عن الذهول والنسيان .
وقال المحقّق الطوسي في الشرح : « يريد إثبات العقل الفعّال
، وبيان كيفية إفاضة المعقولات على النفوس الإنسانية ـ الى أن قال في نتيجة الكلام ـ فإذن يجب أن
يكون شيء غيرها ـ يعني غير الجسم والقوى الجسمية ـ بالذات ترتسم فيه المعقولات ، ويكون هو خزانة حافظة لها ـ الى قوله ـ فإذن ها هنا موجود مرتسم بصور جميع
____________________________